تُعد مشكلات البشرة من أكثر ما يواجهه الأشخاص في مراحل عمرية مختلفة، وتتنوع هذه المشكلات ما بين البثور السطحية والرؤوس السوداء إلى الحالات الأكثر إزعاجًا مثل حبوب تحت الجلد.
وعلى الرغم من أنها قد تبدو غير ظاهرة في بداياتها، إلا أن ألمها وتأثيرها على مظهر البشرة قد يكون أكبر من الحبوب العادية.
وتختلف حبوب تحت الجلد عن غيرها من أنواع الحبوب في أنها تنشأ في أعماق البشرة، ولا تكون لها فتحة ظاهرة على السطح، مما يجعل علاجها أكثر تعقيدًا وأطول زمنًا في بعض الحالات وهذه الحبوب غالبًا ما تكون مؤلمة وتترك أثارًا على المدى الطويل إذا لم تُعالج بشكل سليم.
لذلك، فإن التعامل الطبي الصحيح مع هذه الحالة ضروري لتفادي المضاعفات مثل الالتهاب العميق أو التندب الدائم، خاصةً في حال تكرار ظهورها.
في هذا المقال من حكيم كير، سنتعرف على أسباب حبوب تحت الجلد، وطرق علاجها، وكيفية الوقاية منها بشكل فعال.
ما هي حبوب تحت الجلد؟
حبوب تحت الجلد هي نوع من أنواع البثور التي تتكون في طبقات الجلد العميقة، دون أن تظهر لها فتحة واضحة على السطح.
وعلى عكس الحبوب التقليدية التي تكون رؤوسها بيضاء أو سوداء، تظل هذه الحبوب مدفونة تحت الجلد، مما يجعلها أكثر صلابة عند اللمس وأشد إيلامًا.
وعادةً ما تكون حبوب تحت الجلد مؤلمة نتيجة للالتهاب والضغط الداخلي، حتى وإن لم تكن مرئية بوضوح.
حيث يشعر المصاب بانتفاخ طفيف تحت الجلد يكون حساسًا جدًا عند لمسه، وقد يرافقه احمرار أو تورم في المنطقة المحيطة.
وتظهر هذه الحبوب في مناطق تحتوي على غدد دهنية نشطة مثل الوجه، خاصة على الذقن والخدين، كما قد تظهر على الرقبة والظهر والكتفين.
وتُعتبر من أكثر أنواع الحبوب إزعاجًا نظرًا لبطء شفائها وصعوبة التخلص منها دون تدخل علاجي مناسب.
اقرأ المزيد: برودة الأطراف: الأسباب، الأعراض، ومتى تصبح مدعاة للقلق؟
الأسباب الشائعة لظهور حبوب تحت الجلد
تظهر الحبوب تحت الجلد نتيجة مجموعة من العوامل التي تؤثر على توازن البشرة وتزيد من نشاط الغدد الدهنية. ومن أبرز هذه الأسباب:
- التغيرات الهرمونية: خاصة عند النساء خلال فترات مثل الدورة الشهرية، الحمل، أو التوقف عن استخدام موانع الحمل، حيث تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة إفراز الزيوت في الجلد، مما يرفع احتمال انسداد المسام وظهور حبوب تحت الجلد.
- انسداد المسام: بسبب تراكم الزيوت الطبيعية وخلايا الجلد الميتة، ما يؤدي إلى خلق بيئة مناسبة للالتهاب في عمق البشرة.
- التوتر والضغط النفسي: يُحفز الجسم على إفراز هرمونات تؤدي إلى زيادة نشاط الغدد الدهنية، مما يسبب ظهور حبوب تحت الجلد.
- استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة: خاصة تلك التي تسد المسام أو لا تتناسب مع نوع البشرة، مما يفاقم المشكلة ويزيد من فرص ظهور الحبوب.
- النظام الغذائي غير المتوازن: تناول كميات كبيرة من السكريات أو الأطعمة الدهنية قد يرتبط بزيادة مشاكل البشرة، بما في ذلك حبوب تحت الجلد.
اقرأ أكثر: ليزر ازالة الشعر للنساء: فوائده ال7 وعدد الجلسات المطلوبة
الأعراض المصاحبة لحبوب تحت الجلد
عند الإصابة بالحبوب تحت الجلد، تظهر مجموعة من الأعراض التي تميزها عن أنواع الحبوب الأخرى، وتشمل:
- انتفاخ مؤلم تحت الجلد: تبدأ الحبة كانتفاخ صغير يكون مؤلمًا عند اللمس ويزداد حجمها تدريجيًا نتيجة الالتهاب الداخلي.
- شعور بالضغط أو حرارة في المنطقة المصابة: رغم عدم وضوح الحبة على السطح، يشعر المصاب بوجودها بسبب الإحساس بالضغط أو الحرارة.
- احمرار وتورم في محيط الحبة: يظهر احمرار وتورم حول الحبة دون وجود رأس واضحة كما في الحبوب السطحية.
- ملمس صلب ومشدود: يرجع ذلك إلى تراكم الإفرازات تحت الجلد مما يجعل الحبة متماسكة وصلبة.
- شعور عام بعدم الارتياح: خاصة في المناطق التي تتعرض للاحتكاك أو الحركة المستمرة مثل الذقن أو الظهر.
التعرف المبكر على هذه الأعراض يساعد في علاج حبوب تحت الجلد بشكل فعال قبل تفاقمها أو تسببها بآثار دائمة على البشرة.
للاستزادة: تحاليل الفيتامينات والمعادن: 9 فيتامينات ومعادن وما هي دلالات التحاليل؟
طرق علاج حبوب تحت الجلد
يتنوع علاج الحبوب تحت الجلد حسب درجة الحالة وشدتها، وينقسم إلى:
العلاج المنزلي
- الكمادات الدافئة التي تساعد على تخفيف الالتهاب وفتح المسام بلطف، مما يقلل التورم ويعزز الشفاء.
- استخدام منتجات تحتوي على حمض الساليسيليك أو البنزويل بيروكسيد التي تقشر الجلد وتنظف المسام بعمق.
- الحفاظ على نظافة البشرة عن طريق غسل الوجه بمنتجات لطيفة.
- تجنب لمس أو عصر الحبوب لمنع تفاقم الحالة أو انتقال العدوى.
العلاج الطبي
- الكريمات الموضعية القوية بوصفة طبية تحتوي على مضادات للالتهاب أو مضادات حيوية.
- الأدوية الفموية مثل المضادات الحيوية أو أدوية تنظيم الهرمونات في الحالات الهرمونية.
- الحقن بالكورتيزون لتقليل الالتهاب بسرعة في الحالات الشديدة أو المؤلمة.
- تصريف الحبوب جراحيًا بطريقة آمنة لمنع تكون الندبات.
يساهم العلاج المبكر والمناسب لحبوب تحت الجلد في تقليل الألم ومنع المضاعفات والآثار الدائمة على البشرة.
اقرأ أكثر: كيف يتم تشخيص وعلاج التهاب المهبل والحكة في البيت و من قبل الأطباء؟
الوقاية من حبوب تحت الجلد والعناية بالبشرة
تبدأ الوقاية من الحبوب تحت الجلد من العناية اليومية الصحيحة بالبشرة، واتباع عادات صحية تقلل من فرص ظهور هذه المشكلة المؤلمة.
أولى الخطوات هي تنظيف الوجه بلطف مرتين يوميًا باستخدام غسول مناسب لنوع البشرة، وذلك لإزالة الأوساخ والزيوت التي قد تسد المسام وتؤدي إلى تكون الحبوب.
ومن المهم أيضًا اختيار مستحضرات تجميل وعناية تحمل علامة “غير كوميدوجينيك”، أي لا تسد المسام، مما يقلل من خطر ظهور حبوب تحت الجلد في الوجه أو الذقن أو غيرها من المناطق الشائعة.
كما أن تجنّب فرك البشرة بعنف أو محاولة فتح الحبوب بنفسك أمر ضروري؛ فهذه التصرفات تزيد من الالتهاب وتطيل مدة الشفاء، وقد تؤدي إلى ظهور ندبات دائمة.
أخيرًا، يلعب نمط الحياة الصحي دورًا مهمًا في الوقاية، حيث يُنصح بالحصول على نوم كافٍ، واتباع نظام غذائي متوازن منخفض بالسكريات والدهون، بالإضافة إلى تقليل التوتر والضغط النفسي الذي يعدّ من العوامل المحفزة لظهور حبوب تحت الجلد.
خاتمة
في النهاية، تُعد حبوب تحت الجلد من أكثر مشكلات البشرة إزعاجًا لما تسببه من ألم وتهيج ومظهر غير مرغوب فيه، خصوصًا عندما تظهر في مناطق الوجه أو الذقن.
لكن التعامل معها بطريقة طبية صحيحة، سواء من خلال العناية المنزلية أو التدخل الطبي، يساهم في تقليل آثارها ويمنع تفاقمها.
كما تلعب الوقاية دورًا أساسيًا، بدءًا من روتين العناية اليومي ووصولًا إلى نمط الحياة العام.
وكلما تم التعرف على أسباب حبوب تحت الجلد وعلاجها مبكرًا، كانت فرص الحفاظ على بشرة صحية ونقية أكبر.
لذا، من المهم عدم إهمال أي تغير جلدي واللجوء إلى طبيب الجلدية المختص في حكيم كير عند الحاجة!
