الزكام، أو ما يُعرف بنزلات البرد، هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم، خاصةً خلال فصول السنة الباردة.
ويحدث نتيجة عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتنتقل بسهولة من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة.
وعلى الرغم من أن الزكام يُعدّ مرضًا بسيطًا في أغلب الحالات، إلا أن أعراضه المزعجة مثل سيلان الأنف، والسعال، والاحتقان، قد تؤثر بشكل كبير على النشاط اليومي وجودة الحياة.
غالبًا ما يتم الخلط بين الزكام والإنفلونزا، إلا أن الزكام يكون أخف من حيث الأعراض ولا يسبب ارتفاعًا شديدًا في الحرارة أو آلامًا عضلية حادة مثلما تفعل الإنفلونزا. لذلك، فإن التمييز بين الحالتين ضروري لتحديد طريقة التعامل الصحيحة.
في هذا المقال من حكيم كير، سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن علاج الزكام، بما في ذلك طرق التخفيف من الأعراض، العلاجات المنزلية والطبية الفعالة، ومتى يجب التوجه للطبيب، إضافة إلى نصائح للوقاية وتقوية المناعة.
ما هو الزكام؟
الزكام هو عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، تحديدًا الأنف والحلق، ويُعد من أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم.
ويُصاب به الإنسان عادة نتيجة دخول فيروسات معينة إلى الجسم، وأشهرها فيروس الراينوفايروس (Rhinovirus)، الذي يُعتبر المسؤول الأول عن غالبية حالات الزكام.
وتنتقل عدوى الزكام بسهولة من شخص إلى آخر، خاصة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، وذلك من خلال الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس، أو عبر ملامسة اليدين أو الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين مما يجعل الوقاية والتوعية أساسًا مهمًا في تقليل انتشار العدوى.
ورغم أن الزكام لا يُعد خطيرًا في الغالب، إلا أن فهم أسبابه وطرق انتشاره يساعد على التعامل معه بوعي أكبر، واختيار علاج الزكام الأنسب لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء.
اقرأ المزيد: نزلات البرد عند الأطفال: الأسباب ال6 وطرق الوقاية منها
أعراض الزكام الشائعة

تظهر أعراض الزكام بشكل تدريجي بعد يوم أو يومين من التعرض للفيروس، وتستمر عادةً من 7 إلى 10 أيام، وتتنوع الأعراض من شخص لآخر بحسب قوة الجهاز المناعي والعمر.
تشمل أبرز أعراض الزكام ما يلي:
- انسداد أو سيلان الأنف نتيجة تهيج الأغشية المخاطية.
- التهاب الحلق، وهو من الأعراض الأولى التي يشعر بها المصاب.
- العطس والسعال كردّ فعل طبيعي من الجسم لطرد الفيروس.
- الصداع والتعب الخفيف نتيجة الجهد الذي يبذله الجهاز المناعي لمحاربة العدوى.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وقد لا يظهر لدى جميع المصابين.
من المهم معرفة أن هذه الأعراض لا تتطلب عادة علاجًا قويًا، بل يكفي علاج الزكام بطرق داعمة لتقوية المناعة، وتخفيف الانزعاج حتى يتعافى الجسم من تلقاء نفسه.
التركيز على الراحة، السوائل، والعناية الذاتية هو مفتاح التحسن السريع.
للاستزادة: أفضل 3 طرق للوقاية من نزلات البرد عند الأطفال في موسم الشتاء
علاج الزكام؛ ما هو الصحيح فعلاً؟
على الرغم من أن الزكام مرض فيروسي بسيط، إلا أن التعامل معه بطريقة صحيحة يساعد في تسريع الشفاء وتقليل الانزعاج. إليك أهم خطوات علاج الزكام الفعّالة والمدعومة طبياً:
الراحة والنوم الكافي
النوم ليس رفاهية عند الإصابة بالزكام، بل ضرورة حيوية.
فالجسم يحتاج إلى الراحة لتوجيه طاقته نحو مقاومة الفيروس، ويُعد النوم الكافي من أقوى وسائل دعم الجهاز المناعي وتسريع علاج الزكام.
السوائل
الإكثار من شرب الماء، الأعشاب الدافئة، والشوربات الخفيفة يساعد في ترطيب الجسم وتخفيف احتقان الأنف والحلق.
كما يُنصح بتجنب الكافيين والمشروبات السكرية لأنها قد تؤدي إلى الجفاف أو تهيج الحلق.
المسكنات وخافضات الحرارة
عند الشعور بالصداع أو الحمى، يمكن استخدام مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بجرعات آمنة. ويجب التأكيد على أن المضادات الحيوية لا تُستخدم في علاج الزكام، لأنه مرض فيروسي وليس بكتيري.
بخاخات الأنف ومزيلات الاحتقان
تساعد هذه البخاخات في تخفيف احتقان الأنف مؤقتًا، خاصة في الأيام الأولى لكن يجب عدم استخدامها لأكثر من 3 إلى 5 أيام لتفادي التأثير العكسي.
كما يمكن التبديل إلى البخاخات المالحة الطبيعية التي تُستخدم بأمان لفترات أطول لترطيب وتنظيف الممرات الأنفية.
العلاجات المنزلية
تُعتبر بعض الطرق الطبيعية فعالة في علاج الزكام وتخفيف أعراضه، ومنها:
- الغرغرة بالماء والملح لتخفيف التهاب الحلق.
- استنشاق البخار لتقليل انسداد الأنف.
- العسل مع الليمون لتهدئة السعال وتعزيز المناعة.
مع اتباع هذه الخطوات، يمكن تقليل مدة الزكام وشدة الأعراض، دون الحاجة إلى تدخل طبي في أغلب الحالات.
اقرأ المزيد: نوبات السعال الليلي: الأسباب ال8، المضاعفات، وطرق العلاج
متى يجب زيارة طبيب أنف أذن حنجرة في حكيم كير؟

في معظم الحالات، يُمكن علاج الزكام في المنزل دون الحاجة إلى تدخل طبي مباشر، لكن هناك بعض الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب، لأنها قد تشير إلى مضاعفات أو عدوى أخرى أكثر خطورة ويُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار الأعراض لأكثر من 10 أيام دون تحسن ملحوظ، مما قد يشير إلى التهاب بكتيري أو ضعف في الاستجابة المناعية.
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ أو شديد، خصوصًا إذا تجاوزت 39°C، أو استمرت لأكثر من 3 أيام.
- الشعور بألم في الأذن أو الجيوب الأنفية، والذي قد يدل على تطور التهاب في تلك المناطق.
- صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر، وهي من الأعراض التي لا يجب تجاهلها أبدًا.
تُعتبر الاستجابة السريعة لتلك الأعراض جزءًا مهمًا من علاج الزكام بشكل آمن، خاصة لدى الأطفال أو كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
الوقاية من الزكام
الوقاية دائمًا خير من العلاج، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض الفيروسية سريعة الانتشار مثل الزكام. ورغم أن علاج الزكام ممكن وسهل في أغلب الحالات، إلا أن اتباع خطوات الوقاية يقلل كثيرًا من فرص الإصابة.
إليك أبرز طرق الوقاية الفعالة:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة بعد ملامسة الأسطح العامة أو قبل تناول الطعام.
- تجنب لمس الوجه (الأنف، الفم، والعينين) لأن هذه المناطق تمثل مداخل رئيسية للفيروسات.
- استخدام المناديل عند العطس أو السعال، والتخلص منها فورًا، أو العطس في الكوع بدلًا من اليدين.
- دعم الجهاز المناعي من خلال التغذية المتوازنة، الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C والزنك، وممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع هذه الخطوات لا يساهم فقط في الوقاية، بل أيضًا في تخفيف شدة الأعراض إن حدثت الإصابة، ما يجعل علاج الزكام أسرع وأكثر فاعلية.
لمزيد من المعلومات: التهاب الجيوب الأنفية: ما هي أنواعه ال4 وطرق علاجه؟
في النهاية، يُعد الزكام من أكثر الأمراض شيوعًا، لكنه يظل بسيطًا في معظم الحالات ولا يُسبب مضاعفات خطيرة عند التعامل معه بشكل صحيح.
ورغم عدم وجود علاج الزكام بشكل نهائي، إلا أن اتباع النصائح الطبية والاعتماد على الراحة والعناية الذاتية يساعدان بشكل كبير في تخفيف الأعراض وتسريع عملية التعافي.
تذكّر أن الوقاية، من خلال النظافة الشخصية والتغذية السليمة، تبقى دائمًا الخط الأول للدفاع ضد الفيروسات، وهي لا تقل أهمية عن أي وسيلة تُستخدم في علاج الزكام بعد الإصابة.