هل التهاب البروستات يؤثر على الانجاب؟ 5 طرق للعلاج في السعودية

هل التهاب البروستات يؤثر على الانجاب؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من الرجال، خاصةً أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية في الجهاز التناسلي. 

التهاب البروستات هو حالة شائعة تصيب الرجال من مختلف الأعمار، لكنه قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على الخصوبة. سنستعرض في هذا المقال خمس حقائق طبية مهمة حول العلاقة بين التهاب البروستات والقدرة على الإنجاب، مع توضيح أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي.

ما هو التهاب البروستات؟

التهاب البروستات هو حالة مرضية تصيب غدة البروستات، وهي غدة صغيرة تقع تحت المثانة وتحيط بمجرى البول عند الرجال. يحدث الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو بسبب عوامل أخرى غير معدية، مما يؤدي إلى الشعور بألم في الحوض، وصعوبة في التبول، وأحيانًا مشكلات في الوظيفة الجنسية.

أنواع التهاب البروستات:

ينقسم التهاب البروستات إلى أربعة أنواع رئيسية، تختلف من حيث الأسباب والأعراض:

1- التهاب البروستات الجرثومي الحاد:

• يحدث بسبب عدوى بكتيرية حادة تصيب البروستات فجأة.
• يسبب أعراضًا شديدة مثل ارتفاع درجة الحرارة، قشعريرة، ألم حاد في الحوض وأسفل الظهر، وصعوبة في التبول.
• يحتاج إلى علاج سريع بالمضادات الحيوية لمنع تفاقم العدوى.

2- التهاب البروستات الجرثومي المزمن:

• ينتج عن عدوى بكتيرية متكررة أو غير مكتملة العلاج.
• الأعراض تكون أقل حدة ولكنها مزمنة، وتشمل ألمًا متقطعًا في الحوض، مشكلات في التبول، وعدم راحة أثناء القذف.
• قد يكون علاجه أكثر تعقيدًا من الالتهاب الحاد، ويتطلب دورة علاجية طويلة بالمضادات الحيوية.

3- التهاب البروستات غير الجرثومي (متلازمة ألم الحوض المزمن):

• الأكثر شيوعًا بين الرجال، حيث لا يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية.
• يسبب انزعاجًا طويل الأمد في منطقة الحوض، قد يستمر لأسابيع أو أشهر.
• يصعب تحديد سببه، لكنه قد يكون مرتبطًا بالتوتر، التهابات سابقة، أو اضطرابات في الأعصاب والعضلات.

4- التهاب البروستات عديم الأعراض:

• يتم اكتشافه بالصدفة أثناء الفحوصات الطبية، مثل تحليل السائل المنوي أو اختبارات البروستات.
• لا يسبب أي أعراض واضحة، لكنه قد يكون مؤشرًا على التهابات كامنة أو اضطرابات أخرى في الجهاز التناسلي.

للمزيد من المعلومات: أفضل 3 طرق للوقاية من نزلات البرد عند الأطفال في موسم الشتاء

أعراض التهاب البروستاتا عند الرجال

يعد التهاب البروستاتا من الحالات الشائعة التي تصيب الرجال، ويمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا، خاصةً إذا استمر لفترة طويلة دون علاج. 

تختلف الأعراض حسب نوع الالتهاب، حيث قد تكون حادة ومفاجئة أو مزمنة وتدريجية. بشكل عام، يمكن تقسيم الأعراض إلى عدة فئات تشمل الجهاز البولي، الصحة الجنسية، الجهاز التناسلي، والحالة العامة للجسم.

1. أعراض مرتبطة بالجهاز البولي

نظرًا لأن البروستاتا تحيط بالإحليل (مجرى البول)، فإن أي التهاب أو تضخم فيها قد يؤثر بشكل مباشر على عملية التبول. تشمل الأعراض:

• ألم أو حرقة أثناء التبول (عسر التبول)، خاصة في بداية أو نهاية التبول.
• كثرة التبول، حيث يشعر المصاب بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر حتى لو كانت كميات البول قليلة.
• التبول الليلي المتكرر، مما يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى التعب والإرهاق.
• صعوبة في بدء التبول أو ضعف تدفق البول، حيث يشعر المريض ببطء خروج البول أو انقطاعه خلال التبول.
• الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، مما يؤدي إلى الحاجة المستمرة لاستخدام الحمام.
• ظهور دم في البول في بعض الحالات الحادة، نتيجة تهيج والتهاب أنسجة البروستاتا.
• إفرازات غير طبيعية من الإحليل، خاصةً في حالات العدوى البكتيرية الشديدة.

2. أعراض مرتبطة بالصحة الجنسية

يؤثر التهاب البروستاتا بشكل مباشر على الأداء الجنسي بسبب الألم والالتهاب في منطقة الحوض. تشمل هذه الأعراض:

• ألم أثناء القذف، حيث يشعر المريض بانزعاج أو وخز حاد خلال القذف أو بعده مباشرةً.
• انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الشعور المستمر بعدم الراحة.
• ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على الحفاظ عليه لفترة كافية.
• وجود دم في السائل المنوي، مما قد يشير إلى التهاب حاد في غدة البروستاتا.
• القذف المبكر أو تأخر القذف نتيجة تأثير الالتهاب على الأعصاب المرتبطة بالوظيفة الجنسية.

3. أعراض مرتبطة بالجهاز التناسلي والحوض

قد يمتد الألم الناتج عن التهاب البروستاتا إلى مناطق مختلفة من الجسم، خاصةً الحوض وأسفل الظهر، وتشمل الأعراض:

• ألم مستمر أو متقطع في منطقة الحوض السفلي، وقد يزداد سوءًا عند الجلوس لفترات طويلة.
• ألم في أسفل الظهر والفخذين نتيجة تأثير الالتهاب على الأعصاب المحيطة بالبروستاتا.
• ألم أو انزعاج في الخصيتين أو في العجان (المنطقة الواقعة بين كيس الصفن والشرج).
• إحساس بضغط أو ثقل في منطقة البروستاتا، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة المستمر.

4. أعراض الالتهاب الجرثومي الحاد

عندما يكون التهاب البروستاتا ناتجًا عن عدوى بكتيرية حادة، فقد تظهر أعراض أكثر حدة وشدة تشمل:

• ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وقد يصاحبه قشعريرة وتعرق شديد.
• آلام شديدة في الحوض وأسفل البطن، قد تكون مصحوبة بتشنجات في منطقة الحوض.
• غثيان وقيء، خاصةً في الحالات الشديدة التي تتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا.
• ألم أثناء التبرز، بسبب قرب البروستاتا من المستقيم وتأثرها بالالتهاب.

5. أعراض الالتهاب المزمن (متلازمة ألم الحوض المزمن)

يُعد التهاب البروستاتا المزمن أكثر شيوعًا ويستمر لفترات طويلة، وقد تتفاوت الأعراض بين الخفيفة إلى الشديدة، وتشمل:

• آلام متكررة في الحوض وأسفل الظهر تستمر لأكثر من 3 أشهر.
• مشكلات في التبول والجهاز البولي، مثل التبول المتكرر وصعوبة الإفراغ الكامل للمثانة.
• تغيرات في الوظيفة الجنسية، مثل ضعف الانتصاب أو الشعور بألم بعد القذف.
• إرهاق عام وتوتر نفسي، حيث تؤثر الأعراض المستمرة على جودة الحياة والنشاط اليومي.

اقرأ أكثر: مضاعفات عملية استئصال الرحم – ما هي مخاطرها المحتملة؟

هل التهاب البروستات يؤثر على الإنجاب؟

نعم، التهاب البروستات قد يؤثر على القدرة على الإنجاب، ولكن ذلك يعتمد على نوع الالتهاب ومدى تأثيره على وظيفة البروستات وجودة الحيوانات المنوية. 

في بعض الحالات يكون التأثير مؤقتًا ويمكن علاجه، بينما في حالات أخرى قد يؤدي إلى مشكلات طويلة الأمد تتطلب متابعة طبية دقيقة.

هل التهاب البروستات عند الرجل يمنع الحمل؟

1- تأثير الالتهاب على جودة الحيوانات المنوية: تلعب البروستات دورًا مهمًا في إنتاج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية ويحميها. عندما تلتهب البروستات، قد تتغير خصائص السائل المنوي، مما يؤثر على حركته وكثافته، مما قد يقلل من فرصة تخصيب البويضة.

2- ارتفاع نسبة الخلايا الالتهابية في السائل المنوي: يؤدي الالتهاب إلى زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في السائل المنوي ويمكن معرفة ذلك بتحاليل للرجال، مما قد يتسبب في تقليل جودة الحيوانات المنوية وإلحاق الضرر بها. قد تؤدي هذه الحالة إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية السليمة، مما يقلل من فرص الحمل.

3- اضطرابات في القذف: بعض الرجال الذين يعانون من التهاب البروستات قد يواجهون ألمًا أثناء القذف، مما قد يؤثر على النشاط الجنسي ويؤدي إلى انخفاض عدد مرات الجماع. قد يحدث ارتجاع القذف، وهو وصول السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من خروجه من الجسم، مما يؤثر على فرص الإنجاب.

4- انسداد القنوات المنوية: الالتهابات المزمنة قد تسبب تندبًا أو انسدادًا جزئيًا في القنوات المنوية، مما يمنع الحيوانات المنوية من المرور بشكل طبيعي إلى السائل المنوي. هذه المشكلة قد تقلل عدد الحيوانات المنوية الخارجة مع القذف، مما يؤثر على القدرة على الإنجاب.

5- التأثير على الهرمونات الجنسية: قد يؤثر الالتهاب المزمن على إنتاج هرمون التستوستيرون، وهو المسؤول عن صحة الجهاز التناسلي لدى الرجل. انخفاض مستويات التستوستيرون قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على القدرة على الإنجاب.

لمعرفة المزيد: ما هي أسباب ومضاعفات استئصال الرحم المهبلي؟

علاج التهاب البروستاتا في السعودية

يتوفر في السعودية العديد من خيارات العلاج المتاحة، والتي تعتمد على نوع التهاب البروستات (حاد، مزمن، أو غير جرثومي) وحالة المريض الصحية العامة. هنا سنتناول الطرق المختلفة لعلاج التهاب البروستات في المملكة:

1. العلاج بالمضادات الحيوية (في حالة التهاب البروستات الجرثومي):

في حال كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية، يعد العلاج بالمضادات الحيوية هو الخيار الأول.

• المضادات الحيوية المناسبة: يشمل العلاج الأدوية التي تستهدف البكتيريا المسببة للالتهاب، مثل الفلووروكينولونات أو الترايميثوبريم/سلفاميثوكسازول.
• مدة العلاج: يعتمد العلاج على نوع البكتيريا ومستوى العدوى، وقد تتراوح مدة العلاج من أسبوعين إلى أربعة أسابيع أو أكثر.
• المتابعة الطبية: يجب إجراء فحوصات متابعة لتأكد من القضاء على العدوى تمامًا.

2. العلاج بالأدوية المضادة للالتهابات:

يُستخدم الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب في حالة التهاب البروستات غير الجرثومي أو في حالة الالتهابات المزمنة.

• الهدف: تقليل الألم والتورم الذي يحدث بسبب الالتهاب.
• أمثلة على الأدوية: إيبوبروفين أو ديكلوفيناك.

3. العلاجات الموجهة لالتهاب البروستات المزمن:

قد تكون العلاجات أكثر تعقيدًا في حالة التهاب البروستات المزمن (متلازمة ألم الحوض المزمن). وتشمل الخيارات:

• أدوية مضادة للبكتيريا لفترات طويلة: قد يتم إعطاء مضادات حيوية لفترة طويلة حتى في حالة عدم وجود عدوى بكتيرية مثبتة.
• أدوية مضادة للالتهابات: لتقليل التهاب البروستات المزمن.
• العلاج بالألفا بلوكرات: مثل تامسولوسين، التي تعمل على استرخاء العضلات في البروستات وتسهيل التبول.

4. العلاج الطبيعي والعلاج الحراري:

• العلاج الطبيعي: قد ينصح بعض الأطباء بالعلاج الطبيعي لتقوية عضلات الحوض وتحسين الدورة الدموية.
• العلاج الحراري: تطبيق الحرارة على منطقة الحوض باستخدام أكياس حرارية أو الحمام الدافئ قد يساهم في تخفيف الألم وتحسين الدورة الدموية في البروستات.

5. العلاج بالهرمونات:

في حالات التهاب البروستات المزمن أو المتكرر، قد يتم وصف الأدوية التي تؤثر على مستويات الهرمونات.

• هرمون التستوستيرون: في بعض الحالات، قد يكون نقص هرمون التستوستيرون أحد العوامل المساهمة في التهاب البروستات.
• الأدوية لتقليل هرمونات البروستات: مثل الدوستين أو فيتامين E لتحسين صحة البروستات.

6. العلاج الجراحي (في الحالات الشديدة):

إذا كانت العلاجات الطبية لا تعطي نتائج إيجابية وكان هناك انسداد في قناة البروستات أو مشاكل هيكلية أخرى، قد يُنصح بإجراء جراحة.

• الإجراء الجراحي: في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحة لإزالة الأنسجة التالفة أو استئصال جزء من البروستات (إذا كان هناك انسداد في مجرى البول).
• استخلاص الحيوانات المنوية من البروستات: في حالات التهاب البروستات التي تؤثر على الإنجاب، يمكن إجراء عملية استخلاص الحيوانات المنوية لعلاج مشكلات الخصوبة.

اقرأ أكثر: الحمل بعد استئصال الرحم – هل هو ممكن؟ تعرفي على الإجابة

قد يكون لالتهاب البروستات تأثير على الإنجاب، لكنه ليس بالضرورة سببًا رئيسيًا للعقم، خاصةً إذا تم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب. 

إهمال الأعراض أو تأخير العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على جودة الحيوانات المنوية أو تسبب مشاكل مزمنة في الجهاز التناسلي. لهذا، من الضروري متابعة الحالة مع طبيب مختص والتأكد من اتباع نمط حياة صحي يساعد في تحسين الصحة الإنجابية.

إذا كنت تعاني من أعراض التهاب البروستات أو لديك استفسارات حول تأثيره على الخصوبة، فلا تتردد في البحث عن استشارة طبية متخصصة. 

يمكنك زيارة حكيم كير للحصول على معلومات طبية دقيقة حول صحة الرجل، بالإضافة إلى نصائح من أطباء محترفين حول أفضل العلاجات المتاحة للحفاظ على خصوبتك وسلامتك العامة.