تحليل البروتين الدهني أ (Lipoprotein A Test أو Lp(a) Test) هو فحص دم يُستخدم لقياس مستوى البروتين الدهني أ في الدم، وهو نوع من البروتينات الدهنية التي تلعب دورًا في نقل الكوليسترول والدهون عبر مجرى الدم. يُعتبر هذا التحليل أداةً مهمة لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً عند الأفراد الذين لديهم عوامل وراثية أو تاريخ عائلي لهذه الأمراض.
ما هو البروتين الدهني أ (Lp(a))؟
البروتين الدهني أ هو جسيم يتكون من بروتين ودهون، ويشبه في تركيبه البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو ما يُعرف بالكوليسترول “الضار”. ومع ذلك، يتميز Lp(a) بوجود بروتين إضافي يسمى “أبوبروتين(a)” (Apolipoprotein(a))، والذي يرتبط بزيادة خطر تكوّن اللويحات (Plaques) في الشرايين، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين (Atherosclerosis) وانسدادها. يُعد ارتفاع مستويات Lp(a) عامل خطر مستقل للإصابة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
استخدامات تحليل Lp(a)
- تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب: يُطلب الفحص للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة (مثل إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بأمراض القلب قبل سن 55 للرجال أو 65 للنساء).
- تفسير ارتفاع الكوليسترول غير المبرر: عند وجود مستويات مرتفعة من الكوليسترول الضار (LDL) دون استجابة كافية للعلاج بالتغييرات الغذائية أو الأدوية.
- تشخيص الحالات الطبية المرتبطة بارتفاع Lp(a): مثل فرط كوليسترول الدم العائلي (Familial Hypercholesterolemia)، أو المتلازمة الكلوية (Nephrotic Syndrome).
- تقييم صحة القلب بعد الإصابة بأمراض قلبية: مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، خاصةً إذا كانت فحوصات الدهون الأخرى طبيعية.
العوامل المؤثرة في مستويات Lp(a)
- العوامل الوراثية: تُحدد الجينات حوالي 90% من مستويات Lp(a) في الدم، مما يجعلها غير متأثرة بشكل كبير بالنظام الغذائي أو الرياضة.
- الحالات الطبية:
- قصور أو خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- الفشل الكلوي المزمن.
- المتلازمة الكلوية (حالة تفقد فيها الكلى كميات كبيرة من البروتين عبر البول، مما يؤدي إلى تورم الجسم وارتفاع الكوليسترول).
- عوامل مؤقتة: مثل الحمل، أو العدوى الحادة، أو فقدان الوزن السريع، والتي قد تؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
دواعي إجراء الفحص
- وجود تاريخ شخصي أو عائلي لأمراض القلب أو السكتات الدماغية.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) رغم اتباع نمط حياة صحي.
- النساء بعد انقطاع الطمث مع عوامل خطر إضافية (مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم).
- تشخيص أمراض مثل تصلب الشرايين دون وجود أسباب واضحة.
إجراء التحليل
- التحضير للفحص:
- الصيام لمدة 9–12 ساعة قبل الفحص (مسموح بشرب الماء فقط).
- إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية المتناولة.
- سحب العينة: تُؤخذ عينة دم من وريد في الذراع، وتوضع في أنبوب اختبار خاص.
- المدة: تستغرق عملية السحب بضع دقائق، وقد يشعر الشخص بوخز بسيط أو كدمة موضعية تزول خلال ساعات.
تفسير النتائج
- المستوى الطبيعي: أقل من 30 ملغ/ديسيلتر (قد تختلف القيم المرجعية بين المختبرات).
- المستوى المرتفع: أعلى من 30 ملغ/ديسيلتر، ويشير إلى:
- زيادة خطر تصلب الشرايين وأمراض القلب.
- احتمالية وجود اضطراب وراثي أو حالة طبية كامنة (مثل المتلازمة الكلوية).
- ملاحظات:
- لا تعني النتيجة المرتفعة بالضرورة وجود مرض، لكنها تستدعي تقييمًا طبيًا شاملاً.
- قد تتطلب النتائج إعادة الفحص بعد 6–8 أسابيع لتأكيد الاستقرار.
العلاج وإدارة ارتفاع Lp(a)
لا يوجد علاج محدد لخفض Lp(a)، لكن تُتبع إجراءات للتحكم في عوامل الخطر الأخرى:
- أدوية خفض الكوليسترول: مثل الستاتينات (Statins) لخفض LDL، أو أدوية PCSK9 inhibitors التي قد تقلل Lp(a) بنسبة تصل إلى 30%.
- النياسين (فيتامين B3): قد يخفض Lp(a)، لكن استخدامه محدود بسبب آثاره الجانبية.
- العلاجات التجريبية: مثل الأدوية التي تستهدف جين LPA المسؤول عن إنتاج البروتين.
- نمط الحياة الصحي: التركيز على التحكم في ضغط الدم، والسكري، والإقلاع عن التدخين.
المخاطر والحدود
- محدودية الفحص: لا يُجرى كجزء من الفحوصات الروتينية، بل يُطلب في حالات محددة.
- التأثيرات المؤقتة: قد تؤدي العدوى أو الحمل إلى نتائج مضللة، لذا يُفضل تأجيل الفحص حتى استقرار الحالة.
الخلاصة
يُعد تحليل البروتين الدهني أ أداةً قيمة لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصةً عند الأفراد ذوي التاريخ العائلي. على الرغم من أن ارتفاعه لا يمكن تعديله بسهولة عبر نمط الحياة، فإن الفحص يساعد في توجيه العلاج الوقائي والمراقبة الدقيقة لعوامل الخطر الأخرى. يُنصح باستشارة أخصائي قلب أو غدد صماء لتفسير النتائج ووضع خطة علاجية شاملة.
