في بعض الأحيان، قد ترغب النساء في تأخير موعد الدورة الشهرية لأسباب شخصية، دينية، أو صحية. سواء كان ذلك لأداء مناسك العمرة أو الحج، أو لحضور مناسبة مهمة مثل الزفاف أو السفر، فإن التحكم المؤقت في موعد الدورة الشهرية يمكن أن يكون مفيدًا. وهنا تأتي أهمية استخدام الأدوية الهرمونية، وعلى رأسها حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية.
تُعد حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية من أكثر الأدوية شيوعًا لتأخير الدورة، وهي تحتوي على مادة فعالة تُدعى نوريثيستيرون، وهي نوع من البروجستيرون الصناعي الذي يساعد على تأخير نزول الدم عند استخدامه بشكل صحيح وتحت إشراف طبي.
ورغم فعالية هذه الحبوب، إلا أن أهمية الاستشارة الطبية من حكيم كير قبل استخدامها لا يمكن تجاهلها.
فليست كل امرأة مناسبة لهذا النوع من العلاج، كما أن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير مرغوبة، خصوصًا إذا كانت هناك حالات طبية كامنة مثل اضطرابات الهرمونات أو مشاكل التجلط أو أمراض الكبد.
ما هي حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية؟
حبوب بريمولوت N هي دواء هرموني يُستخدم لتنظيم الدورة الشهرية أو تأخيرها مؤقتًا عند الحاجة، وتُعد خيارًا شائعًا للنساء اللواتي يرغبن في التحكم بمواعيد دورتهن لأسباب شخصية أو صحية.
وتحتوي هذه الحبوب على نوريثيستيرون (Norethisterone)، وهو هرمون صناعي ينتمي إلى عائلة البروجستيرون، أحد الهرمونات الأنثوية الأساسية المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية واستقرار بطانة الرحم.
اقرأ المزيد: ماذا تفعل عند ثبات الوزن في الصيام المتقطع؟ 7 حلول فعّالة
استخدامات بريمولوت الشائعة تشمل:
- تأخير الدورة الشهرية بشكل مؤقت.
- علاج اضطرابات الدورة مثل عدم انتظامها أو غزارتها.
- علاج بطانة الرحم المهاجرة.
- التحكم في النزيف الرحمي غير الطبيعي.
- وفي بعض الحالات، يُستخدم أيضًا لعلاج أعراض ما قبل الدورة الشهرية أو اضطرابات هرمونية أخرى.
يجب استخدام حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية تحت إشراف طبي، حيث تختلف الجرعة وطريقة الاستخدام باختلاف الحالة الطبية والهدف من تناول الدواء.
كيفية عمل حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية

حبوب بريمولوت N تعمل على تثبيت بطانة الرحم ومنعها من التساقط، وهو ما يحدث طبيعيًا في نهاية كل دورة شهرية عند انخفاض مستوى هرمون البروجستيرون في الجسم.
وعند تناول حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية؛ يحصل الجسم على جرعة صناعية من هرمون البروجستيرون (نوريثيستيرون)، مما يؤدي إلى بقاء بطانة الرحم ثابتة وغير مستعدة للنزول، وبالتالي يُؤجَّل حدوث النزيف الشهري (الحيض).
وطالما استمرت المرأة في تناول الحبوب بانتظام في المواعيد المحددة، يبقى مستوى الهرمون مرتفعًا، وتظل بطانة الرحم في مكانها.
لكن عند التوقف عن تناول بريمولوت، ينخفض مستوى الهرمون فجأة، مما يُحفّز الجسم على التخلص من البطانة، فتبدأ الدورة بالنزول خلال أيام قليلة (عادة من 2 إلى 4 أيام بعد التوقف).
طريقة الاستخدام الصحيحة لحبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية
لتحقيق أفضل نتيجة عند استخدام حبوب بريمولوت N لتأخير الدورة الشهرية، يجب اتباع تعليمات الاستخدام بدقة، ويفضل دائمًا استشارة الطبيب لتحديد ما يناسب الحالة الفردية.
متى تبدأ المرأة بتناول حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية؟
لضمان تأخير الدورة بفعالية، يجب بدء تناول بريمولوت قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع بـ3 إلى 5 أيام والتأخر عن هذا التوقيت قد يؤدي إلى نزول الدورة رغم استخدام الحبوب.
الجرعة المعتادة لحبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية
عادةً ما يُوصى بتناول قرص واحد (5 ملغ) مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، حسب توجيهات الطبيب ومن المهم الالتزام بالجرعة في نفس الأوقات يوميًا لضمان ثبات مستوى الهرمون في الجسم.
مدة الاستمرار في تناول الحبوب
تُحدد المدة حسب الحاجة لتأخير الدورة، سواء لأيام معدودة أو حتى أسبوعين كحد أقصى في معظم الحالات ويُفضل عدم تجاوز هذه المدة دون إشراف طبي، لتفادي أي اضطرابات هرمونية.
متى تعود الدورة بعد التوقف؟
بعد التوقف عن تناول حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية، تعود الدورة الشهرية عادة خلال 2 إلى 4 أيام. هذا التوقيت قد يختلف قليلًا من امرأة لأخرى، بحسب استجابة الجسم ومدة استخدام الدواء.
للاستزادة: كيف أستخدم حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية؟ 5 نصائح طبية مهمة
موانع استخدام بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية

رغم فعالية حبوب بريمولوت في تنظيم أو تأخير الدورة الشهرية، إلا أن استخدامها غير مناسب في بعض الحالات الطبية، وقد يشكل خطرًا إذا لم يتم تناوله تحت إشراف طبي.
وفيما يلي أبرز موانع الاستخدام التي يجب الانتباه لها:
الحمل أو الاشتباه به
يُمنع استخدام حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية في حال وجود حمل أو عند الاشتباه بوجوده، لأنه قد يؤثر على تطور الحمل أو يسبب مضاعفات.
وجود جلطة دموية أو تاريخ مرضي للتجلطات
حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية يزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية، لذلك يُمنع استخدامه في حال وجود تاريخ شخصي أو عائلي لتجلطات الأوردة أو الرئة أو السكتات الدماغية.
أمراض الكبد
يُمنع استخدامه في حالات الإصابة بأمراض الكبد النشطة أو المزمنة، مثل التهاب الكبد أو فشل الكبد، لأن الدواء يُستقلب في الكبد وقد يؤدي إلى تدهور الحالة.
سرطان الثدي أو الرحم (أو وجود تاريخ عائلي بالإصابة)
نظرًا لأن حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية تحتوي على هرمون صناعي، فقد يُحفّز نمو بعض أنواع الأورام الهرمونية؛ لذلك لا يُنصح باستخدامه في هذه الحالات.
الحساسية تجاه مكونات الدواء
إذا كانت المرأة تعاني من حساسية معروفة تجاه نوريثيستيرون أو أي من المكونات الأخرى للدواء، يجب الامتناع تمامًا عن استخدامه.
اقرأي أكثر: متى يبدأ مفعول مونجارو للتنحيف؟ 7 حقائق هامة عن ابر مونجارو
الآثار الجانبية الشائعة لحبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية
مثل معظم الأدوية الهرمونية، قد تُسبب حبوب بريمولوت N بعض الآثار الجانبية، والتي تختلف من امرأة لأخرى حسب طبيعة الجسم واستجابته للدواء. وفيما يلي أبرز الأعراض الشائعة التي قد تظهر أثناء الاستخدام:
تغيرات في المزاج
تشمل الشعور بالتقلبات المزاجية، أو التهيّج، أو نوبات من القلق أو الاكتئاب الطفيف، نتيجة لتأثير الهرمونات على الجهاز العصبي.
الصداع
قد تعاني بعض النساء من صداع خفيف أو متوسط، خاصة عند بداية استخدام الدواء.
انتفاخ أو ألم في الثدي
يحدث بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالبروجستيرون الصناعي، ويزول عادة بعد إيقاف الحبوب.
اضطرابات في الدورة بعد التوقف
بعض النساء قد يلاحظن تغيرًا مؤقتًا في توقيت الدورة أو كثافتها بعد التوقف عن بريمولوت، لكنها عادة ما تعود لطبيعتها خلال دورة أو اثنتين.
الغثيان
إحساس خفيف بعدم الراحة في المعدة قد يرافق تناول الحبوب، خصوصًا في الأيام الأولى.
ورغم أن حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية يُعتبر آمنًا نسبيًا عند استخدامه لفترة قصيرة وتحت إشراف طبي، فإن الاستخدام العشوائي أو المتكرر قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية طويلة المدى مثل عدم انتظام الدورة، مشاكل في الإباضة، أو زيادة خطر الإصابة بأمراض هرمونية مزمنة.
لذلك، يُنصح بعدم تناول هذه الحبوب دون استشارة طبية واضحة وتقييم للحالة الصحية العامة.
نصائح واستشارات قبل استخدام حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية
قبل البدء في استخدام حبوب بريمولوت N لتأخير الدورة الشهرية، من الضروري اتباع بعض الخطوات الوقائية لضمان الاستخدام الآمن والفعّال، وتجنب أي آثار غير مرغوبة.
استشارة طبيب النساء قبل بدء أي دواء هرموني
لا يُنصح أبدًا باستخدام بريمولوت بشكل عشوائي أو بناءً على تجارب الآخرين. فكل حالة صحية مختلفة، واستشارة الطبيب تساعد في:
- تحديد ما إذا كان بريمولوت آمنًا لكِ.
- اختيار الجرعة المناسبة.
- التأكد من عدم وجود موانع صحية لاستخدام الهرمونات.
شرح السبب للطبيب بوضوح
عند الاستشارة، من المهم أن تشرحي للطبيب سبب رغبتك في تأخير الدورة، مثل:
- السفر أو أداء مناسك العمرة أو الحج.
- مناسبة خاصة مثل حفل زفاف أو امتحانات.
- ظروف صحية أو نفسية معينة.
هذا التوضيح يُساعد الطبيب في تحديد المدة المناسبة لاستخدام الحبوب وخطة الإيقاف الآمنة.
إجراء فحص طبي إذا كانت الدورة غير منتظمة
إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة في الأصل، فقد يكون هناك سبب طبي كامِن مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو تكيس المبايض أو خلل هرموني آخر.
وفي هذه الحالات، تأخير الدورة باستخدام بريمولوت بدون علاج السبب قد يؤدي إلى تعقيد المشكلة.
بدائل أخرى لتأخير الدورة الشهرية
رغم أن حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية تُعد من أشهر الخيارات لتأخير الدورة الشهرية، إلا أن هناك بدائل أخرى يمكن النظر فيها، سواء كانت أدوية هرمونية مختلفة أو وسائل طبيعية، وذلك حسب توصية الطبيب والحالة الصحية لكل امرأة.
أدوية هرمونية بديلة
بجانب بريمولوت، توجد أدوية أخرى تحتوي على أنواع مختلفة من البروجستيرون الصناعي، مثل:
- دوفاستون (Duphaston): يحتوي على ديدروجستيرون ويُستخدم لتثبيت بطانة الرحم أيضًا.
- مارفيلون أو ياسمين (حبوب منع الحمل المركبة): يمكن استخدامها بطرق معينة لتأخير الدورة، مثل الاستمرار في تناولها دون توقف بين العلب.
لكن يجب أن يتم اختيار النوع والجرعة تحت إشراف طبي دقيق، حسب حالة المرأة ونمط دورتها الشهرية.
الطرق الطبيعية
تتناقل بعض النساء وصفات منزلية أو أعشاب لتأخير الدورة الشهرية، مثل:
- شرب خل التفاح.
- تناول عصير الليمون.
- الإكثار من شرب الماء البارد أو بعض الأعشاب.
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الطرق لا توجد عليها أدلة طبية قوية، وفعاليتها غير مضمونة، بل قد تكون غير آمنة أحيانًا أو تسبب اضطرابات هضمية أو هرمونية.
الفرق بين بريمولوت N و بريمولوت Nor
كلا النوعين يحتوي على نفس المادة الفعالة: نوريثيستيرون، لكن:
- بريمولوت N هو الاسم التجاري الأكثر استخدامًا في الوطن العربي.
- بريمولوت Nor يُستخدم في بعض الدول الأوروبية، وقد يختلف في التركيز أو الشكل الدوائي (قرص، كبسولة).
لذلك، يُفضّل الالتزام بنوع واحد طوال فترة الاستخدام، وعدم التبديل بينهما دون استشارة الطبيب.
تُعتبر حبوب بريمولوت لتأخير الدورة الشهرية خيارًا فعّالًا وآمنًا لتأخير الدورة الشهرية عند استخدامها بالشكل الصحيح وتحت إشراف طبي متخصص.
ومع ذلك، فهي ليست مناسبة لجميع الحالات، إذ يجب مراعاة الموانع الصحية والتاريخ الطبي لكل امرأة.
الحفاظ على التوازن الهرموني هو أساس الصحة النسائية، لذلك يُفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أي دواء هرموني لضمان تحقيق الفائدة بأقل مخاطرة ممكنة.



