التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض: 7 تحاليل لفهم الأسباب وتحقيق حلم الأمومة

التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض: 7 تحاليل لفهم الأسباب وتحقيق حلم الأمومة

تكرار الإجهاض ليس مجرد تجربة مؤلمة، بل هو جرس إنذار يحتاج إلى توقف وفهم أعمق. لماذا يحدث ذلك؟ وما الذي يمكن فعله لمنعه؟

الإجهاض المتكرر، والذي يُعرّف عادة بفقدان الحمل مرتين متتاليتين أو أكثر، قد يكون نتيجة لمجموعة من الأسباب الصحية الخفية، بعضها يمكن معالجته بسهولة عند اكتشافه في الوقت المناسب. 

,الكثير من الأزواج لا يعرفون أن إجراء تحاليل دقيقة قد يكشف عن سبب المشكلة ويمنحهم فرصة جديدة للحمل الآمن.

تخيلوا أن تحليلاً بسيطاً للدم أو فحصاً جينياً قد يفتح الباب أمام الحمل السليم المنتظر. لا حاجة للمزيد من الحيرة أو الألم؛ المعرفة هي أول خطوة نحو الحل.

في هذا المقال من منصة حكيم كير، سنأخذكم في جولة شاملة للتعرّف على أهم التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض، لمساعدتكم على فهم الأسباب واتخاذ الخطوات الطبية الصحيحة نحو حمل صحي وآمن بإذن الله.

ما هو الإجهاض المتكرر؟

يُعرّف الإجهاض المتكرر بأنه فقدان الحمل بشكل متكرر، عادة ثلاث مرات متتالية أو أكثر، قبل الأسبوع العشرين من الحمل. وهو حالة طبية تستدعي الاهتمام، تختلف عن الإجهاض العرضي الذي قد يحدث لمرة واحدة نتيجة ظروف طارئة أو غير واضحة.

وتشمل الأعراض المرتبطة بالإجهاض عادةً: نزيفاً مهبلياً، تقلصات أو آلاماً أسفل البطن، خروج أنسجة أو سوائل من المهبل، بالإضافة إلى اختفاء مفاجئ لأعراض الحمل مثل الغثيان أو ألم الثدي وقد تظهر هذه الأعراض بشكل مشابه في كل مرة، أو تختلف من حالة إلى أخرى.

أما الفرق بين الإجهاض العادي والإجهاض المتكرر، فيكمن في التكرار والاستمرارية. 

فالإجهاض العادي غالباً ما يكون حدثاً منفرداً قد لا يستدعي إجراء فحوصات موسعة، بينما يشير الإجهاض المتكرر إلى وجود مشكلة صحية كامنة، سواء كانت هرمونية، وراثية، مناعية، أو متعلقة بتجلط الدم، مما يتطلب إجراء تحاليل دقيقة لتشخيص السبب ومحاولة منعه في المستقبل.

اقرأي أكثر: حالات الإجهاض اللاإرادي المتكرر: ما هي أسبابه ال5 وطرق الوقاية منه؟

أسباب الإجهاض المتكرر

الإجهاض المتكرر لا يحدث صدفة، بل غالباً ما يكون نتيجة أسباب طبية معقدة ومتعددة، تتداخل فيما بينها وتؤثر على قدرة الجسم على الحفاظ على الحمل. من أبرز هذه الأسباب:

أسباب وراثية:

الاضطرابات الجينية أو الكروموسومية التي تصيب أحد الزوجين قد تؤدي إلى تكوين جنين غير مكتمل وراثياً، ما يدفع الجسم إلى إنهاء الحمل تلقائياً وهذه الحالات تمثل نسبة مهمة من حالات الإجهاض المتكرر، ويُكتشف كثير منها عبر تحاليل الكروموسومات.

مشاكل في الرحم:

تشوهات خلقية في الرحم مثل الحاجز الرحمي، أو وجود أورام ليفية، أو التصاقات داخلية، قد تعيق انغراس الجنين أو تؤثر على نموه واستمراره كما أن بعض الحالات كضعف عنق الرحم قد تؤدي إلى الإجهاض في مراحل متقدمة من الحمل.

اختلال التوازن الهرموني:

تلعب الهرمونات دوراً حيوياً في الحفاظ على الحمل، مثل هرمون البروجسترون الذي يُعد أساسياً في تهيئة بطانة الرحم لاحتضان الجنين. كذلك، اضطرابات الغدة الدرقية (سواء فرط النشاط أو القصور) قد تؤثر سلباً على استمرارية الحمل.

أمراض المناعة الذاتية:

بعض الأمراض مثل الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد تُحدث خللاً في جهاز المناعة، مما يجعله يهاجم أنسجة الجسم ومنها الحمل، فيؤدي إلى الإجهاض.

مشاكل في جهاز المناعة:

وجود أجسام مضادة مثل الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (APA) قد يؤدي إلى تخثر الدم في المشيمة، مما يعيق وصول الغذاء والأوكسجين للجنين، وهو ما يسبب فقدان الحمل المتكرر.

للمزيد: مشاكل العقم المرتبطة بالإباضة: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض

تشخيص أسباب الإجهاض المتكرر يبدأ بإجراء مجموعة شاملة من التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض التي تساعد الطبيب في فهم الخلفيات الصحية التي قد تؤثر على الحمل. إليك أبرز الفحوصات المطلوبة:

تقييم الغدد الصماء:

تلعب الهرمونات دوراً حاسماً في دعم واستمرار الحمل. وتشمل هذه التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض:

  • فحص مستوى البروجسترون لمعرفة قدرة الجسم على دعم بطانة الرحم.
  • تحليل هرمون الحمل (hCG) لمراقبة تطور الحمل المبكر.
  • تحاليل الغدة الدرقية مثل TSH وT3 وT4، للكشف عن أي خلل في وظائف الغدة، سواء كانت نشطة أو خاملة.

كل ما تحتاجين معرفته عن اعراض العقم عند النساء: 6 أعراض ستصدمك

التحاليل الجينية:

في بعض الحالات، قد يكون السبب جينياً لذا يُنصح بـ:

  • تحليل الكروموسومات (Karyotyping) لكل من الزوجين، للكشف عن أي خلل وراثي أو إعادة ترتيب جيني غير ظاهر قد يؤثر على الجنين.

تحاليل المناعة الذاتية:

عند الشك في وجود مشاكل مناعية، يتم إجراء:

  • اختبار الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (APA)، والذي قد يسبب تخثر الدم في المشيمة.
  • تحليل للكشف عن أمراض مثل الذئبة الحمراء (Lupus) التي قد تؤثر على استمرارية الحمل.

هل تنشيط المبايض يساعد على الحمل؟ 6 خطوات لعملية تحفيز المبيض

تحاليل لتحديد تشوهات الرحم:

الرحم غير السليم قد يكون سبباً للإجهاض المتكرر، ولتشخيصه يُجرى:

  • السونار (Ultrasound): للكشف عن البنية العامة للرحم.
  • تنظير الرحم (Hysteroscopy): لفحص دقيق لتجويف الرحم واكتشاف الأورام أو الحواجز أو الالتصاقات.

فحوصات للأمراض المعدية:

بعض العدوى قد تسبب فقدان الحمل، لذا تُجرى تحاليل للكشف عن:

  • التهاب الكبد B وC.
  • فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
  • عدوى التوكسوبلازما (Toxoplasmosis) وغيرها.

تحاليل لسلامة الدم:

للكشف عن وجود مشاكل في تجلط الدم أو السيولة، يتم إجراء:

  • فحص عوامل التخثر، مثل البروتين C والبروتين S.
  • عدد الصفائح الدموية.

اختبارات الأنسولين والجلوكوز:

بعض حالات مقاومة الأنسولين أو السكري غير المشخّص قد تؤثر على استمرارية الحمل، لذا يُنصح بإجراء تحليل سكر صائم وتحليل مقاومة الأنسولين (HOMA-IR).

اقرأي أيضاً: انسداد قناة فالوب والحمل: هل يمكن الحمل رغم انسداد قناة فالوب؟

التشخيصات الأخرى التي يمكن أن تساعد في فهم أسباب الإجهاض المتكرر

إضافة إلى التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض، هناك فحوصات تشخيصية أخرى تكمّل الصورة الطبية وتساعد في كشف الأسباب الكامنة وراء الإجهاض المتكرر:

التصوير الطبي:

في حال الشك بوجود تشوهات هيكلية في الرحم أو أورام غير ظاهرة بالفحوصات الروتينية، يُنصح بإجراء:

  • الأشعة السينية للرحم والأنابيب (HSG): لتقييم تجويف الرحم وقنوات فالوب.
  • الرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم في حالات معقدة لتقديم صورة دقيقة عن بنية الرحم والأنسجة المحيطة.

مشاكل العقم عند النساء: الأسباب، الأعراض، وسبل العلاج

تحليل السائل المنوي للزوج:

قد تُعزى بعض حالات الإجهاض المتكرر إلى مشاكل في جودة الحيوانات المنوية، حتى وإن كانت الكمية طبيعية. لذا يُطلب:

  • تحليل السائل المنوي التفصيلي يشمل تقييم الحركة، الشكل، وعدد الحيوانات المنوية.
  • وفي بعض الحالات، يُطلب فحص تكسير الحمض النووي (DNA fragmentation test) للكشف عن سلامة المادة الوراثية في الحيوانات المنوية.

هذه الفحوصات تُمكّن الطبيب من بناء خطة علاجية دقيقة ومتكاملة تعزز فرص الحمل الناجح.

العلاج بناءً على نتائج التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض

عند تحديد السبب المحتمل للإجهاض المتكرر من خلال التحاليل المطلوبة عند تكرار الإجهاض

والفحوصات، يمكن للطبيب وضع خطة علاجية مخصصة تهدف إلى تحسين فرص الحمل الناجح. ومن أبرز العلاجات المتاحة:

العلاج الهرموني:

في حال تم رصد نقص في مستوى هرمون البروجسترون، يُوصى بالعلاج التعويضي لمساعدة بطانة الرحم على دعم الحمل واستمراريته كما يمكن تعديل مستويات الهرمونات الدرقية إذا كانت غير منتظمة.

الأدوية المناعية:

عند اكتشاف وجود مشاكل مناعية مثل الأجسام المضادة للفوسفوليبيد، قد يُوصى باستخدام أدوية مضادة للتخثر مثل الأسبرين أو الهيبارين، إضافة إلى أدوية تنظيم المناعة.

العلاجات الجراحية:

في حال وجود تشوهات في الرحم أو أورام ليفية، يمكن اللجوء إلى الجراحة لإصلاح العيوب الهيكلية التي قد تعيق انغراس الجنين أو تؤدي إلى الإجهاض.

اقرأي أكثر: انسداد القنوات المنوية: أعراض انسداد القناة الناقلة للنطاف, تشخيصها, و علاجها.

تغيير نمط الحياة:

تلعب العادات الصحية دوراً مهماً في دعم الحمل، مثل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • الابتعاد عن التدخين والكافيين الزائد.
  • ممارسة تمارين خفيفة تساعد في تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية.

الدعم النفسي والعاطفي:

من المهم ألا يتم إغفال الجانب النفسي، إذ يواجه الكثير من الأزواج مشاعر من الحزن أو الإحباط بعد تكرار فقدان الحمل. لذا يُنصح بالحصول على دعم نفسي متخصص أو الانضمام إلى مجموعات دعم تعزز من التوازن العاطفي خلال رحلة العلاج.

يُعدّ الإجهاض المتكرر تجربة صعبة ومعقدة، لكنها ليست نهاية الطريق. فالتشخيص المبكر والدقيق هو المفتاح لفهم السبب الحقيقي وراء هذه الخسارات المتكررة، ما يتيح للأطباء والزوجين وضع خطة علاجية مبنية على أسس علمية مدروسة.

ولا يقلّ الدعم النفسي أهمية عن العلاج الطبي؛ فاحتواء مشاعر الحزن والقلق، وتقديم الدعم العاطفي للطرفين، يساعد على تجاوز الألم وبناء أمل جديد.

ومع تطور الفحوصات والعلاجات، تزداد فرص الحمل السليم بشكل كبير بعد معرفة السبب والعمل على علاجه. 

الرحلة قد تكون طويلة، لكنها ليست مستحيلة؛ فكل خطوة نحو الفهم هي خطوة نحو تحقيق حلم يحتضن الحياة من جديد.

Enana Sarem
Enana Sarem

OBGYN Resident - MedTech SEO Specialist at Maps of Arabia

مقالات ذات صلة
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.تم وضع علامة * على الحقول المطلوبة